في بِداية زَمنِ الصّومِ،قد تطرَحُون على أنفُسِكُم السّؤال التّالي: في أيِّ وقتٍ نَصومُ؟ وعلى ماذا نَصومُ وكيف نَصومُ؟... "إكو" تحاوِلُ أن تُجيبَكم مِن خِِلالِ  تَعاليم ِ الكَنيسةِ الكاثوليكيّة.

 

ماذا تطلُبُ منّا الكنيسةُ في الصّومِ ؟

رسمَ السيّدُ المََسيح لنا الخُطوطََ الرّئيسةَ للصّوم، غيرَ أنّهُ لم يُحدّدْ أيّامًا للصّيام، أو التزاماتٍ أو ممَنوعَاتٍ أو مُباحات، تارِكًا التّفاصيلَ للكنَيسة لتبُتّ فيها، وِفقاً لما تَراه مُناسبًا لتََحقيقِِ مَفهومِ الصَّوم وهَدفهِ .فوضَعت الكَنيسةُ قوانيناً للصّيام وجَعلَته على نوعين :

-I الصّيامُ الواجِبُ
هو ما جاءَ في الوصيّةِ الرّابعةِ من وََصايا الكَنيسةِ: "انقطِعْ عن أكلِ اللّحمِ وصُمْ الصّومَ في الأيّام الّتي تقرُّها الكَنيسة" (التعليم المسيحي رقم  2043 ) و هي:

-الصّوم الأربعيني الكبير
- أيّامُ الصّومِ هيَ أيّامُ الإثنين والجمعة من الأُسبوع الأوّلِ للصّومِ. وأيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجّمعة من أّسابيعِ الصّومِ والأسبوع العّظيمِ المقدّس. ما عدا اليّومُ الّذي يقعُ فيهِ عيدُ البِشارة (25 آذار).

- سبتُ النّورِ. هُوَ السّبتُ الوَحيدُ الّذي يجِبُ الصّومُ فيه. بينَما يُمنَعُ الصّومُ في السّبوتِ الأُخرى لارتباطِ السّبتِ بأَحدِ القِيامة.

- أيامُ القِِطاعَة تَشمل الصّومَ الأربعينيّ بكامِلِه بما فيها أيّام ُالآحاد. بالإضافََةِ إلى الأُسبوعِ العَظيمِ المُقدّس. ما عدا عيدُ البشارة وأحدُ الشّعانين حيثُ يُسمَحُ بأكلِِ السّمك.

و القِِطاعَةُ هي الامتناعُ عن اللّحمِ ومَرقِِ اللحمِ، وعن البيَاضِ، أعني البيضَ والجبنَ والألبانِِ والزّبدة الخ...

 

ولمن لا يِستَطيع القطاعَةَ طوال َالصّوم :
يُحافِظُ على الصّومِ والانقطاعِ معاً يومَي: إثنين الرّمادِِ والجّمعة العَظيمة في ذِكرَى آلامِِ ربِِّنا يَسوع المَسيح وموتِه (منشور: توبوا البابا بولس السادس القسم 3:3:2) . وتُلزَمُ فريضَة ُالانقطاعِ وحدَها كُلَّ يوم جمُعة مُدّةَ الصّومِ الأربعيني .

من هو الملزَم ُبِهذا الصّيام؟
- يُلزِِمُ قانونُ الصّومِ، جَميعَ من بلَغُوا سِنَّ الرُّشدِ (21 من العمر) وحتّى بِداية السّتين من عُمرهم، غير أنّه، على رُعاة النّفوسِ والوالِدَين أن يَسهرُوا، على تَربيةِ من هُم غيرَ مُلزَمِين، لصِغرِ سنِّهم، بالانقطاعِِ والصّومِ على اكتسابِ مِعنى صادِقٍ للتّوبة (الحقّ القانوني للكنيسة الكاثوليكية 1252)

- يُلزَمُ بفريضةِ الانقطاعِ أو القطاعة من أتمّوا الرّابعةَ عَشرة من العُمر.

الصّيام القُرباني
وَرَدَ في قوانين الكنيسة : ” على المُقبِل على تناولِ الافخارستيا  المُقدَّسَة أن ينقَطِعَ لمدَّةِ ساعةٍ على الأقلّ قبلَ المُناوَلَةِ المقدَّسة عَن كُلّ طَعامٍ وشَراب، عَدا الماءَ والدَّواء”.

-II الصّيامُ المُستحَبُّ
وهو ما يَفرضهُ كلُّ شخصٍ من صِيامٍ على نفسِهِ وعائلتِهِ حَسبَ ظُروفِه الصّحيّة وعملِه.
هناك من يَصومُون يومي الأربعاء والجمعة طوالَ السنة:
- يومُ الأربعاء لأنّ فيه تمًّت المُؤامرة على السيّد المسيح عندما وعدَ يهوذا رؤساءَ الكهنة أنْ يُسلّمه لهُم مُقابل ثلاثينَ من الفِضّة.
- يومُ الجمعة لأنّهُ تِِذكارٌ لليوم الّذي صُلب فيه السيِّد المسيح وماتَ على الصّليب.

ويبقى أنَّ الكنيسةَ الكاثوليكية مُنفتِحةٌ في هذا الخُصوص و تحترِمُ حُريّتنا وتُعطينَا المجالَ للإختيار فَهيَ تعرضُ ولا تفرضُ وتطلبُ من المؤمَنين تطبيقَها طواعيّةً وليسَ بالإكراه.

و نختمُ مع ما قالَهُ القدّيسُ يوحنّا الذّهبيّ الفمّ في إحدى عِظاتِهِ عن الصّوم: "إِشحَذْ مِنجَلَكَ الّتي أتلَفَتهَا الشّراهَةُ، إِشحَذْها بالصَّوم".