"الربُّ اللهُ لَديهِ خِطَطٌ مِن أجلِ السَّلام. معًا مِن أجلِ لُبنان".

مَسيرَةُ صَلاةٍ لِنُرافِقَ لِقاءَ رُؤساءِ الكَنائِسِ الشَّرقِيّةِ مَعَ قَداسَةِ البابا فرَنسيس في الفاتيكان

(الخَميس 1 تَمّوز 2021)

 

مقدّمة

"الشّعبُ السَّائرُ في الظُّلمَةِ أبصَرَ نورًا عظيمًا" (أش 9: 1).

إنّه النّورُ الّذي يُهدِّئُ المَخاوِفَ ويَسكُبُ في كلِّ فردٍ الرَّجاءَ الأكيدَ أنّ العنايَةَ لن تَترُكَ لبنانَ أبدًا وتَعرِفُ كيفَ تحوِّلُ هذا الحُزنَ إلى خَير..

لذا نحنُ مدعوّونَ إلى أن نَثِقَ بحضورِ الرَّبِّ وبأمانتِه وإلى أن نَبتَهِلَ لًهُ في هذا اليومِ لكي يساعِدَنا على أن نستقيَ مِثلَ الأرزِ، من أعماقِ جُذورِ عيشِنا المُشتَرَك، حتّى نَصيرَ مُجدَّدًا شَعبًا مُتضامِناً؛ وحتَّى مِثلَ الأرزِ الّذي لا تَقهَرُهُ العواصف، نَستفيدَ من تَقلُّباتِ الظّروفِ الحاليّةِ لإعادَةِ اكتشافِ هويَّتِنا، هويَّةِ الّذين يحمِلونَ إلى العالمِ بأسرِهِ شَذا الاحترام، والعَيشِ معًا والتّعدُّدية. إنها هويَّةُ شعبٍ لا يترُكُ بيوتَهُ وميراثَه؛ هويّةُ شعبٍ لا يتنازَلُ عن حُلمِهِ بِبَلَدٍ جميلٍ ومُزدَهِر.

صَلاةُ البِدايَة

يا رَبّ، لِيَكُن يومُ الصّلاةِ الّذي أرادَه البابا فرَنسيس مَعَ رُؤساءِ كَنائِسِنا الأرثوذكسيّةِ والكاثوليكيةِ والبروتستانتيةِ الموجوديِنَ في لبنان، كَنَجمَةِ بَيتَ لحمَ دَليلاً وَمُشَجِّعًا لَهُم لِكَي يَكونوا صَوتًا صارِخًا بِالحَقِّ ولكي يحقِّقوا حَلَقَةَ شَراكَةٍ مُكثَّفَةٍ لمواجَهةِ التّحدي المُشتَرَكِ الكَبير ، وللتَّغَلُّب ِعلى الرّؤى الحِزبيَّةِ لِبناءِ خيرِ الجميعِ والحفاظِ على دعوةِ لُبنانَ الخاصّة، وَلِكَي يُرَدِّدوا بِكُلِّ جُرأَةٍ مَعَ البَطرِيَرك الياس الحويك: أَنتُم أَيُّها المُسلَّطون (...)، أَنتُم يا قُضاةَ الأَرض، أَنتُم يا نُوّابَ الشَّعب، (...)، أَنتُم مُلزَمون، بِصِفَتِكُم الرَّسمِيّةِ وَوِفقًا لِمَسؤولِيّاتِكُم، أَن تَسعَوا وَراءَ المَصلَحَةِ العامَّة. وَقتُكُم لَيسَ مُكَرَّسًا لِمَصالحِكُم، وَشُغلُكُم لَيسَ لَكُم، بَل لِلدَّولَةِ وَلِلوَطَنِ الّذي تُمَثِّلونَه"....

وأعطِنا كَجماعَةٍ مسيحيّةٍ أن نتأمَّلَ ونَتضرَّع وأن نرافِقَهُم في الصَّلاةِ آملينَ أن يوصِلُوا صَرخاتنِا وآمالَنا!