I-    ماهيتها

إنَّ هذه الأيقونة هي الأكثر انتشارًا.
ومن النّادر جدًا أنّ نجد، في الفن الأرثوذكسي أيقونة للعذراء بدون المسيح. وهذا الأمر يُظهر أنّ عظمة العذراء تقوم في علاقتها الفريدة مع ابنها. ونحن نُقدّرها كثيرًا ونحترمها، لأنها قبِلَت بحرّيَتِها أن تلد المخلّص. لقد كانت وما زالت كائنًا إنسانًيا مثلنا، ولكنّ عظمتها تقوم في أنّها أعطَت ذاتها وتخلّت عن إرادتها للعليّ القدير.

II-    شرحِها

إنّها بيدِها اليُمنى تشير إلى ابنها وكأنّها تقول للناظر :"هذا هو مخلّصك، المسيح الذي انتظرناه طويلاً".وبما أنّ المسيح هو المخلّص، في الصورة يُبارك بيده اليمنى. أما بيده اليُسرى فهو يُمسِك رقًّا مطويًا. وهذا الرقّ يُؤكّد أنَّ المسيح كطِفل، قد بدأ رسالته لتوِّه، ولم يكمّل دوره بعد كمخلّص.
النّجوم التي نراها على وشاح العذراء، ترمز إلى بتوليّتها الدائمة قبل الولادة وفيها وبعدها.

وفي هذه الأيقونة كما في غيرها، ثوب العذراء الخارجي ووشاحها حمراوان. أما ثوبها الداخلي فأزرق. وفي الأيقونات التي يظهر فيها المسيح كطفل، تكون ثِيَابُه عادةً ذهبيَّة أو صفراء.