سامي وربى يُعِدّان بحثًا عن العُنصريّة… وإذا بهَذِه العِبارَة، في وثيقَةٍ صادِرَةٍ عن الأممِ المتّحدَة، تمرُّ أمام ناظِرَي سامِي على شَاشَةِ الكومبيوتر... ففتَحَ عينَيهِ وَاسعًا من هَولِ المُفاجأةِ وَصرَخَ بأَعلَى صَوتِه: «ماذا؟ ولَكن كيفَ نَكونُ جِنسًا بشريّاً واحداً؟ لا أَقبَلُ! فهل الأبيض مِثلُ الأسود وهل اللّبناني مثل السّوريّ أوالمصريّ؟ بالطبع هم يمزحون...»

تَفاجَأت رُبى من ردِّ فِعلِ زَميلِها فقالَت لهُ بغَضَب: «أنتَ مُضحِك يا سَامِي، وكيفَ لا يكونُ الأبيضُ مثلَ الأسودِ أو اللّبنانيُّ مِثلَ السُّوري؟ بمَ نتميَّزُ نحن؟ أليسوا بَشراً مِثلَنا وَلديهِم عَقلٌ وقلْبٌ ورُوح؟»

«يهههه يا رُبى ، كيف تُساوِينَ بينَ اللُّبنانِيّينَ والآخرَين؟ هُم تَحت ونحنُ فَوق... انت لستِ وَطنيَّة على الإطلاق، ولا تستحقِّينَ الإنتماءَ إلى وَطنٍ مِثل لُبنان

            ذُهِلَت رُبى من اتّهامِ زَميلِها الجَارِح وسأَلَتْهُ قَبلَ أن تَخرُجَ غَاضِبَةً من الغُرفَة: «من الجيِّد يا صديقِي أن تكون وطنياً وتحبَّ وطنَكَ وتتَعصّبَ لأهلِهِ ولَكِن هل أنْتَ بموقِفِكَ هذا تُعتَبرُ وطنيًّا؟ »

ونحن نسألُ بِدورِنا: ما هيَ الوَطنيّة وما هي العُنصريّة؟ وما هيَ التّصرفات الّتي تجعَلُ منّا وَطنيّين ومُحبّينَ لِوَطَنِنا؟ ومتى يتَخطّى حُبُّ الوطنِ الخُطوطَ الحُمرَ ليصبِحَ عنصريّة؟ تابعونا...

Attachment
echos-196-p.pdf (0 bytes)