«أُعجِبْتُ بِعَمَلِ جَمعِيَّةِ الشَّبيبَةِ المَسيحِيَّة»

فَنّانٌ مُلتَزِم، مُمَثِّل، مُدَبلِجٌ ومَغَنٍّ... اشتَهرَ بِتَقديمِ الشّخصيّاتِ المُرَكّبَةِ والكوميدِيَّة. وهوَ إِسمٌ على مُسَمّى كَما يَقولون... سَعد حَمدان، فَمَن التَقاهُ شَعرَ بالسّعادَةِ نَظَرًا لِدَماثَةِ أَخلاقِهِ وسَلاسَةِ حَديثِه. وَإِلَيكُم نَصَّ اللِّقاءِ مَعهُ وأَنتُم احكُمُوا.

 

مَن هُوَ سَعد حَمدان؟

أَنا فَنّانٌ لُبنانِيٌّ وُلِدتُ في إِقليمِ التُّفاح، مُتَواجِدٌ في الوَسَطِ الفَنِّيِّ منذُ ثَلاثينَ عامًا. في رَصيدي التَّمثيليِّ خَمسونَ مُسَلسَلاً... عَمِلْتُ في الإذاعَةِ والتِّلفزيونِ والمَسرَحِ والسّينِما وأُتقِنُ فَنَّ الدَّبلَجَة. مِن هِواياتي الموسيقَى ولَعِبُ كُرَةِ القَدَمِ والكاراتيه. ولَدَيَّ حِسابٌ على فايس بوك وتويتر وإنستغرام لَكِنَّهُ ليسَ بِناشِطٍ كَثيرًا.

 

أَينَ تَلَقَّيتَ دِراسَتَكَ؟ وما هِيَ أَجمَلُ ذِكرياتِكَ المَدرَسِيّة؟

تَلَقَّيتُ دُروسي في ثانَوِيّةِ رَأسِ النَّبعِ الحَديثَة، ثُمَّ انتَسَبْتُ  إلى كُلِّيَّةِ الفُنونِ الجَميلَةِ في الجامِعَةِ اللُّبنانِيَّة، قِسمِ التَّمثيلِ والإخراج. ومِن ذِكرياتِ المَدرسَة، وبِما أَنَّ الدَّوامَ كانَ يَنتَهي عِندَ الرّابِعة، كانَ عَلَيَّ أَن أَحمِلَ مَعي طَعامَ الغَداءِ في عُلَبٍ بلاستيكِيّة... وَعِندَ الوَقتِ المُحَدَّدِ لِلوَجبَةِ كُنتُ أَخرُجُ خِلسَةً مَعَ بَعضِ الرِّفاقِ لِجَمعِ زَهرِ اللَّيمونِ الزَّكِّيّ الرّائِحَة. وَعِندَ العَودَةِ إلى الصَّفّ، كُنّا نُمنَعُ ويُطلَبُ مِنّا الذَّهابُ لِمُقابَلَةِ المُديرِ قَبلَ الدُّخول... وَأَذكُرُ كَيفَ كُنّا نَتَكَتّلُ في فِرَقٍ ضِدَّ بَعضِنا بَعضًا ونَتنافَسُ في لُعبَةِ كُرَةِ القَدَمِ وأَذكُرُ الحَفَلاتِ المَدرَسِيَّةِ الّتي شارَكتُ فيها تَمثيلاً وغِناءً.

 

كَيفَ كانَتْ بِدايَتُكَ الفَنِّيَّة؟

سَعَيْتُ بِمَجهودي الخاصِّ لأَنطَلِقَ في الفَنّ، فَقَد كُنتُ أَقصِدُ أَماكِنَ التَّصويرِ والتَّمثيلِ وأَطلُبُ الظُّهور. أَمّا البِدايَةُ وَالإنْطِلاقَةُ فَهيَ من مَسرَحِ الأَطفالِ معَ الفَنّانِ عُمَرِ الشّمّاعِ في مَسرَحِيّةِ «الشّاطَر عَلاء».

 

ماذا تُخبِرُنا عَن الدَّبلَجَة؟

الدَّبلَجَةُ حِرفَةٌ وَصَنعَةٌ يَتَعَلّمُها الإنسانُ الّذي عَلَيهِ أَن يُتقِنَ اللُّغَةَ العَربيّةَ بِشَكلٍ جَيِّدٍ ويُتقِنَ مَخارِجَ الحُروفِ وأَن يَتَحَلّى بِسُرعَةِ البَديهَةِ لأَنَّ عَلَيهِ في بَعضِ الأَحيانِ أَن يُضيفَ أو يُنَقِّصَ منَ الحِوارِ المُعطَى لَهُ في أَثناءِ الدَّبلَجَة. تَجري عَمَليّةُ الدَّبلَجةِ في استُديو خاصٍّ مُغلَقٍ ومَعزولٍ عَن كُلِّ الأَصواتِ الخارِجيّة. يَجلسُ المُدَبلِجُ أَمامَ شاشَةٍ لِعَرضِ العَمَلِ الّذي سَيُدبلَجُ واضِعًا على أُذُنَيهِ «السَّماعَة» لِيَسمَعَ اللُّغَةَ الأجنَبيَّةَ الأصِليّةَ لِلمُسَلسَلِ أو الفيلم... بِصَوتٍ خافِتٍ ومُمسِكًا بِيَدِهِ النَّصَّ المُتَرجَمَ إلى العَرَبيّةِ ومُستَعمِلاً الـpreview يُقَطِّعُ الكَلِماتِ ويُنَسِّقُ بَينَ الشّاشَةِ والنَّصّ. وَعِندَما يَفتَحُ المُمَثِّلُ فاهَهُ لِلكَلامِ عَلَيهِ هُوَ أَن يَتَكَلّمَ في الوَقتِ عَينِهِ بالضَّبطِ باللُّغَةِ العَرَبيّةِ وعَلَيهِ أَن يَكونَ مُتَيَقّظًا لأَيِّ حَرَكةٍ أَو إِثارَةٍ أو رَدِّ فِعلٍ أو حالَةٍ مُعَيّنَةٍ لِيُعَبّرَ عَنها بالصَّوتِ وَكأَنَّهُ هُوَ المُمَثِّل. مِن هُنا عَلَيهِ أَحيانًا أَن يَتَحَلّى بِسُرعَةِ البَديهَةِ لِيُقَصِّرَ الحِوارَ أَو يُطيلَهُ وَأَن يَكونَ سَريعًا في القِراءَةِ كَي يَتَمَكَّنَ من قِراءَةِ النَّصِّ المُتَرجَمِ أَمامَه.

 

ما هِيَ الأَعمالُ الّتي قَدَّمتَها حَتّى الآن، وَما هُوَ جَديدُكَ؟

عَديدَةٌ هيَ. وَلَكنَّ دَوري في شَخصِيَّةِ «عَدنان» في مُسَلسَلِ «غَنّوجة بَيّا»، وَ«أَيّوب» في مُسَلسَلِ «ميتر نَدى» هُما سَبَبُ شُهرَتي الفِعلِيَّة. وَمِنَ الأعمالِ الّتي أَعتَزُّ بِمُشارَكَتي فيها: زَمَنُ الأَوغاد، إِبنَةُ المُعَلِّم، بَنات عَمّاتي وبِنتي وأَنا، دُيو الغَرام، مَوتُ أَميرة، الغالِبون، القِناع...

أَما جَديدي فَهُوَ مُسَلسَلُ «الباشا» وسَيُعرَضُ على شاشَةِ تِلفزيون الجَديد. ومُسَلسَلٌ آخَرُ سَيُصَوَّرُ في سوريّا.

 

ما الّذي تَقولُهُ عَن مُشارَكَتِكَ في دُيو المَشاهيرِ لِهَذهِ السَّنَة؟

عِندَما اتَّصَلَ بي القَيِّمونَ على البَرنامَجِ وعَرَضوا عَلَيَّ المُشارَكَةَ لَم أَتَرَدَّدْ لأَنَّ الغايَةَ مِنهُ هيَ عَمَلُ الخَيرِ والهَدَفُ مُساعَدَةُ بَعضِ الجَمعِيّاتِ والمُؤَسَّساتِ الخَيرِيّة.

التَّحضيراتُ لِهَذا البَرنامَجِ كانَتْ صَعبَة، مُتعِبَةً لا بَل مُرهِقَة. تَمريناتٌ على الأغاني، تَمريناتٌ على المَسرَح، تَمريناتٌ مع الفَنّانين، تَمريناتٌ قَبلَ العَرضِ المُباشَر، تَحضيرُ المَلابِسِ وتَمارينُ الصَّوت...

لَكِن بِالمُقابلِ الأَجواءُ بَينَ المُشارِكينَ هِيَ أَجواءُ فَرَحٍ وتَسلِيّةٍ والتَّعامُلُ يَتِمُّ بَينَهُم بِأُسلوبٍ لَطيف.  فَالجَميعُ هُنا مَعروفٌ ومَشهورٌ وهُوَ يُشارِكُ لِغايَةٍ واحِدَةٍ هيَ عَمَلُ الخَيرِ والمُساعَدَةُ ولَيسَ الشُّهرَة.

 

ما الّذي أَضافَتهُ هَذِهِ المُشارَكَةُ في رَصيدِكَ الفَنِّيّ، ولِمَ اختَرْتَ جَمعِيّةَ الشّبيبَةِ المَسيحِيّة؟

مُجَرَّدُ المُشارَكَة بِهَكَذا بَرنامَجٍ تَكفي، إِسمُ البَرنامَجِ يُغني الشَّخص، إِذ هُوَ اعتِرافٌ بِمَوهِبَتِهِ وبِوُجودِهِ على السّاحَةِ الفَنِّيَّةِ وبِإمكانِيَّةِ تَوظيفِ شُهرَتِهِ لِفِعلِ الخَير...

تَعَرَّفْتُ إلى جَمعِيَّةِ الشَّبيبَةِ المَسيحِيَّةِ قَبلَ بِدايَةِ البَرنامَجِ بِأَربَعةِ أَشهُرٍ عِندَما دُعيتُ مَعَ بَعضِ الفَنّانينَ الآخَرينَ لإِحياءِ حَفلَةٍ خَيرِيَّةٍ يَعودُ رَيعُها لِلمُساعَداتِ الّتي تُقَدِّمُها الجَمعيَّةُ لِلمُحتاجين. فَأُعجِبتُ بِعَمَلِها الإِنسانِيِّ وَبِخاَصَّةٍ أَنَّها لا تُمَيِّزُ في تَوزيعِ المُساعَداتِ بَينَ دينٍ أَو بَلَدٍ أو... إِنَّما هَمُّها المُحتاج.

 

ما هِيَ كَلِمَتُكَ الأَخيرَةُ لَنا؟

إِنَّما أَرغَبُ بِأَن أَشكُرَ القَيِّمينَ على مَجَلَّةِ «إكو» لإِعطائي هذِهِ الفُرصَةَ الّتي عَرَّفَتْ بي قُرّاءً جُدُدًا هُم مُحَرِّرونَ وقُرّاءٌ في الوَقتِ عَينِهِ وأَتَمَنّى لِلمَجَلَّةِ الّنَجاحَ الدّائِمَ.

 

قابلته

سيدرا عسّاف - الحدث

Attachment