الحدث
المعلّقة
جزين
المروج

 

إذا تأمَلّنَا مُعظَمَ السيّارَات عندَ المَسيحيّينَ قد نَجِدُ السّمَكَةَ مُعَلَّقَةً عَلى النَّوافِذِ أومَلْصُوقَةً  على الجِّهَةِ الخَلفِيّة. وإذا نَظَرْنَا في السّلاسِلِ الذَّهَبيّةِ الّتي تُعلِّقُهَا الفَتَياتُ قَد نَرَى سَمَكَةً (وهَذا كانَ شائِعَاً من قَبْل أكثرَ من اليوم إذْ كانَ يُهدَى المولُودُ حَدِيثاً سَمكَةً ذَهَبِيَّة).
وحينَها سنَتَساءَلُ لِماذَا؟ وما هِيَ رَمزِيّة السَّمَكَةِ عِنَد المَسيحيّين؟
تَلامِذَتُنَا قَامُوا بالإستِقْصَاءِ التّارِيخيّ وأتُونَا بالُمحَصِّلَة التّالِية.


عَلامَةُ تَعَارُفٍ سِرِّيَة
يَنفِي بَعضُهُم وُجُودَ الصَّلِيبِ في القُرُونِ المَسيحيَّةِ كَرَمزٍ للمَسيحيّة ومَوضِعِ إكرَامٍ لَدَى المُؤمِنينَ بالمَسيحِ. ويُؤكدونَ أنّ السَّمَكَةَ كانَتْ الرَّمْزُ والإشَارَةُ بسببِ الإضْطِهادَاتِ فكانَت عَلامةَ تَعارُفٍ سِرّيّةٍ دَاخِليَّةٍ خَفِيَّة بَينَ المَسيحيّينَ الّذينَ كَانُوا يَختَبِئونَ في الدَّهَالِيز. ومَعَ أنّنَا لا نَجِدُ إِشارَةً رَمْزيَّةً واضِحَةً للسَّمَكَةِ في أيِّ نَصٍّ من نُصُوصِِ الكِتابِ المُقدَّس. فَقَدْ إنتَشَرَ رَمزُها ورَسْمُها بينَ المُؤمِنينَ طوالَ القُرُونِ الأربَعَةِ الُأولَى.

 

السَّمَكَةُ وإسمَ يَسُوع
يُفسِّرُ القدِّيسُ أُوغِسطينُوس مَعنَى رَمزِ السَّمَكَةِ من الأَصْلِ اليُونَانيّ لجُملَة: (يَسوع المَسِيح إبن الله المخلّص). فإذا جَمَعْنَا الحُرُوفَ الخَمسَةَ الأولَى مِنْ هَذِهِ الكَلِمَاتِ نَحصُلُ على كَلِمَةِ "اكتوس" وباليونَانِي اكتُوس هِيَ "سَمَكة". وبالتّالي تُصبِِحُ كَلِمَةً سريّة مِعناها المَسيح المخلِّص.
الحرَفُ الَأوَّلُ هوَ أوَّلُ حَرفٍ في كَلِمَة                  الّتي تَعنِي يَسوع.
الحَرفُ الثّانِي هُوَ أَوَّلُ حَرْفٍ في كَلِمَة                   الّتِي تَعنِي المَسيح.
الحَرْفُ الثّالِث هُوَ أوَّلُ حَرْفٍ  في كَلِمَة               الّتِي تَعنِي الربّ.
الحَرفُ الرّابع هو  أوَّلُ حَرْف في كَلِمَة            الّتِي تَعنِي إبن.
الحَرفُ الخامس هو  أوَّلُ حَرْف في كَلِمَة                الّتِي تَعنِي مُخَلِّص.

 

السَّمَكَةُ والعَهْدُ الجَديدُ
مِنْ دَوَاعِي رَبْطِ السّمَكَة بالمَسيحِ أنَّهُ إختَارَ صَيّادِينَ لينشُرُوا رِسالَتَهُ ويَصطَادُوا النّاسَ وأنَّهُ كَثّرَ الخُبزَ والسَّمَكَ. وتُنشِدُ الكَنِيسَةُ البِيزَنْطيّة: "مُبارَكٌ أَنْتَ أيّها المَسيحُ إلهُنا الّذي أظهرَ الصّيادينَ جَزِيلِي الحِكْمَةِ وأنزَلَ عَليهِم الرّوحَ القُدُسَ وبِهِمْ إصْطادَ المَسكُونَةَ، يا مُحِبَّ البَشَر، المجدُ لكَ!".

 

آباءُ الكَنيسَة ورَمْزُ السَّمَكَة
علَّقَ آباءُ الكَنيسَة في القُرونِ المَسيحيَّة الأُولى على رَمزِ السَّمَكة ومَعنَاهُ لَدَى المؤمِنِين، نُورِدُ  بعضَ تَعليقاتِهِم:
-ترمزُ السّمكةُ إلى طَبيعَةِ المَسِيح البَشَريّة: فَحياتُنَا تُشبِهُ البحر، والبَشرُ سَمكٌ يَعومُ فيهِ. والمَسيحِيّون "سُلالَة سَماوِيّة للسّمَك الإلَهيّ". حينَما أَخذَ يَسوع جَسدُنا صار (سمَكةً خَرَجَتْ مِن نَهِر الأردُن). ولِهَذَا لَمْ يَدفعْ الجِزيةَ لأنَّه إِلَهٌ.
- و إلى عَملِ اللّهِ الخَلاصيّ: سألَ يَسوع اليَهودَ: "من مِنكُمْ إذا سَألَه إبنُهُ سَمَكَةً يُعطيهِ حَيَّةً؟" المَسيحُ هو سَمكَةٌ لِلمُؤمِن.
- أمّا السَّمَكُ الَمشوِيُّ فَهوَ يَرمزُ إلى المَسيح المُتألِّم: "لأَنَّهُ صارَ كالمَشويِّ في مِحنَة آلامِهِ" (غريغوريوس الكبير).
- السَّمَكةُ تَرمزُ إلى المسيح في الإفخارستيا: رَأى الأباءُ في مُعجِزَةِ تَكثيرِ الخُبزِ والسَّمَكِ، خُصُوصاً عِندَ يُوحَنّا رَمْزاً إلى الإفخَارستيّا. فَهوَ خُبْزٌ نازِلٌ من السَّمَاء، والكَنيسَةُ تَنتَمِي إليهِ جَسَدياً، لتَنَال الحياةَ الأَبديّة (أوغسطينوس).

 

من السَّمَكِ إلى الصَّليب
تَطوَّرَتْ المَسيحيَّةُ مَعَ مُرُورِ الوَقْتِ، وكانَت الرُّمُوزُ وَسيلَةً للتَّعبِيرِ عَن الإيمان. فَبَعْدَ إنتَهاءِ الإضطهادَاتِ إختَفَى رَمْزُ السَّمَكَةِ مَنَ المَسيحيَّة، ومَنَعَ رُؤسَاءُ الكَنيسَةِ إستعمَالَ الرُّمُوزِ، وحَدّدُوا قَوانينَ للإيقُونَات. فجاءَ رَمْزُ الصَّليبِ الفَارِغِ، تَعبيرَاً عن المَسيح المُنتَصِرِ والقَائِم. وبَقِيَ رمزُ الصّليبِ إلى يَومِنا مُستَعْمَلاً في الكنائسِ وفي البيُوتِ!!!

 

أعدَّ هذا التقرير:
-تالين خشّان، ربيع عبدو، ماريا حلو- المعلّقة
- إيليزا باسيل، ساميا صباغ، مارون طنوس، سيزار كرم- جزين
- هنادي الخرّاط، سالي كفوري، نعمة داغر، اليان فرح، ناتالي دانيال، ريبيكا فارس- المروج

Attachment