في فَصلِ صَيفٍ حارٍ جداً، وَفي الأيامِ الّتي كانَ فِيها ثَمَنُ المثلَّجَاتِ أَرْخَصَ بِكَثِير، دَخَلَ فَتىً يَبلغُ أَحدَ عشرَ عَاماً إلى أَحَدِ المقَاهِي وَجَلسَ إلى طَاوِلَةٍ صَغيرَة. تَقَدّمَتْ النّادلَةُ مِنهُ وَوَضعَتْ أَمامَهُ كُوبَ مَاء. فَسألَها: “آنِسَتي، كَم هُو ثَمنُ صَحنٍ كَبيرٍ مِنَ المُثلّجَاتِ عِندَكُم”.

فَأجابَتهُ: 50 قِرشاً.

فَأخرَجَ من جَيبِهِ قِطعَةً نَقدِيَّةً وَراحَ ُ ينظُرُ إليها  وَيَدرُسُها جَيداً.

سَأَلَ مُجَدّداً: وَكَم هُوَ ثَمنُ الصّحنِ العادِيِّ مِنَ المُثلّجَات؟ فَضاقَتْ النّادِلَةُ ذَرعاً بهِ لأنَّ ثَمّةَ زَبائنَ كانُوا يَنتَظِرونَها على الطّاوِلَةِ المُقابلةِ فَأجابَتْ بِفظاظَة: 35 قِرشاً.

 

- إذاً لَو سَمَحْتِ أَعْطِني صَحْناً عادِيّاً مِنَ المُثلّجات.ِ وَراحَ مَرّةً جَديدةً يَعدُّ نُقودَه. جَلَبَتْ النَّادِلَةُ المُثلّجَات وَوَضَعتْها أَمامَه مع الفَاتُورةِ وَمَشتْ بَعيداً. أَنْهَى الصّبيُ مُثلّجاتِهِ وَتَوجّهَ إلى الصُّندُوقِ لِيدفعَ وَانصَرَف.

وَعِندَما تَقدّمَتْ النّادلةُ لِتَرفعَ الصّحنَ عَن الطّاوِلَة، إغْرَورَقَتْ عَيناها بِالدُّموع. لَقدْ وَضعَ الصَّبيُ بِعِنايةٍ تَحتَ الصّحنِ الفارغِ مَبلَغ 15 قِرشاً. فَالصّبيُ الصّغيرُ لم يَتَمكّنْ مِن طلَبِ الصّحنِ الكَبير لأنَّه أرادَ أن يَترُكَ بَقشيشاً للنّادلَة.

في الصيف حَتمًا ستعيش أحداثًا ملفتَة ومعبِّرَة أكتبها لنا في قصَّةٍ قصيرة وأرسلها إلينا.



Attachment