وإلى أيِّ حُبّ نحنُ مَدعوُّون؟

ماذا يَقُولُ الكِتابُ المُقدَّس ؟

قالَ يسوع:«أُعطيكُم وصيَّة جَديدَة: أحبّوا بعضُكم بَعضاً. كما أنا أحبَبْتُكُمْ، أَحِبّوا أنتُمْ أيضاً بَعضَكُمْ بَعضاً. إذا أحَبَّ بعضُكُمْ بعضاً، عرَفَ النّاسُ جَمِيْعاً أنّكُم تلاميذي». (يوحنّا 13/34-35).

وكتبَ يوحنّا الرّسول : « مَن لا يُحِبّ لا يَعْرِفُ اللَّه لأنّ اللَّه مَحَبّة...» (1يوحنّا 4/7-20).

هذا هو الحُبّ الّذي عاشَهُ الأسقُف القدِّيس «فالنتينوس»، وماتَ شَهيداً لأجْلِه.

«فالنتينوس» إذاً هو قدِّيسٌ شَهيدٌ. عاشَ قبْلَ نَحوَ (1700) سنةٍ واشْتَهرَ في فترَةِ الاضطّهاداتِ الّتي وقَعتْ في عَهدِ الإمبراطور «كلاوديوس». فقَدْ كانَ يَزورُ السُّجونَ ويُساعِدُ المسيْحيّين الّذينَ أشَهَروا إيمانَهم أمامَ الحُكّام. ويُزوّجُ الجُنودَ الّذينَ مَنَعَهُم الإمْبراطور من الزّواج.

إلى أن أُلقِيَ القَبضُ عَلَيْهِ وأودِعَ السِّجْن. وكانَت للسَّجانِ ابنَةٌ عَمْياء، أعادَ القدِّيسُ النَّظرَ إليها فاهْتَدتْ إلى المسَيحيَّة وتَعَمَّدَتْ هي وجميعُ عائلاتِ الحُرّاس. فحاوَل الإمبرَاطور إغراءَهُ بِشتّـى الوَسائِلِ لِيَتْرُكَ الإيمانَ المَسيْحيّ لَكنَّه رَفضَ مُحاوِلاً أن يُبَرْهِنَ للإمبراطورِ كيفَ أنّ الآلهةَ الوثَنيَّةَ كاذِبَةٌ وخَدّاعَةٌ في حينِ أنّ الإيمانَ الحَقَّ هُوَ الإيمانُ بالمَسيحِ المخلّص. فََقطَعَ الإمبراطورِ رأسَه.

لماذا أصْبَحَ شَفِيْعاً للعُشّاق ؟

هُناكَ مَنْ يَقولُ أنّ فالنتينوس أُعدِمَ في 14 شباط عام 270م أيْ في لْيلَةِ عيدٍ وَثنيٍّ رُومانيّ يُسمَّى «لوبركيليا» كانَتْ تُكتَبُ فيه أسماءُ الفَتياتِ اللاّتي في سنّ الزَّواجِ في لُفافَاتٍ صَغيرَةٍ من الورَقِ وتُوضعُ في طبَقٍ ، ويُدْعَى الشُّبانُ الّذينَ يرغَبون في الزَّواجِ ليَسحَبَ كُلٌّ منهُم ورَقَة، فيضَع نفسَهُ في خدمَةِ صَاحِبَةِ الاسمِ المكتوبِ لمدَّةِ عامٍ ، ثمّ يَتَزوَّجان، أو يُعيدانِ الكرَّةَ في العامِ التّالي يَوم العيدِ أيضًا. فلمّا أصْبَح الرّومانُ على الإيمانِ المسيحيّ، أبْقوا على العِيدِ الوثنيّ (لوبركيليا) لكنَّهُم ربَطوه بيومِ إعْدامِ (فالنتينوس) إحْياءً لِذِكْراه؛ لأنه ماتَ في سبيلِ الثّباتِ على إيمانِه. حبّذا لو نتّخِذُ من عيدِ القدّيس «فالنتينوس» فرصَةً لِنُحِبَّ اللَّه وإخوَتَنا وكُلَّ من نَلتقيَهُم.

صلاة  للقدِّيس فالنتينوس

أيُّها القدِّيس فالنتينوس، شَفيع المُحِبّينَ وَمِثَال المَحبّة، أنْتَ الّذي أَحْبَبْتَ يَسوع المَسيح، حُبّاً جَمّاً. نسألُكَ أنْ تَزْرَع َفي قُلوبِنا المَحبّةَ لِنَكونَ مَسيْحيّينَ حَقِيْقيّين، فنُحِبَّ إخْوَتَنا مَحبَّةً صادِقةً على مِثالِ يَسوع الّذي بَذَلَ نَفْسَهُ فِداءً للبَشَريَّة بأسْرِها. عَلِّمْنَا، يا شَهيدَ المَحبَّة، أنَّ مِقياسَ المَحبّة ليْسَ في الكَلامِ، بَلْ في العَطاءِ وبَذْلِ الذّات. آمين.

 

إليكِ هذه الهديَّة إنَّها جبنَتُك المُفَضَلَّة.

أتُهديني جبنةً في عيد الحبّ بدلاً من خاتم ألماس ؟!

أَتَعلَمْ ليسَ المهمّ نَوع الهديَّة  إنّما الحُبّ !

لأنّي أُحبّك فكَّرْتُ في جُبنتك المُفضَلَة !...

 

يُمكِنُ تحْميلُ أيْقونَةَ القدّيس من مَوقِع المركز وكتابَةِ العِبارَاتِ الكتابيّة وصَلاتنا للقدّيس على جِهَتِها الخَلْفيّة وتَقْديمِها لمَنْ نُحِبُّهم ومَنْ سنَسْعى إلى أن نُحبَّهُم.

وكلُّ عيدِ حُبّ وأنتُم بخير...

Attachment