مرحباً أنا سارَة من جَديد. في هذا العَدد، سأعرِّفُكُم على تَمْرينٍ يَوميٍّ يَقترِحُه عَلَيْنا

مار إغناطيوس يُسمّى «صلاةُ اليد». وهو يُساعِدُنا على الإصْغاءِ إلى الحوارِ الّذي يَتمّ بين اللّه والبَشريَّة. ويَفترِضُ أن أُصلّيَ من خِلالِ يَومِي وكما عِشْتُه. يتمّ هذا التَّمرينُ من خلالِ خمسِ نِقاطٍ أُنفّذُها مُستعينًا بأصابِع يَدي الخَمسة. وهو يُساعدُني، وفي نهايَةِ اليَوم، على أن أتَذكّر أنّي مَهما حصلَ، مَوجودٌ بين يديّ اللّه. ومُمارسُته يوميًّا، تحمِلُ لي الكَثيرَ من الثِّمار.

الإبهام : (Le pouce)

يَرمزُ رفعُ الأبْهامِ في الكَثيرِ من الألعَابِ الطُّفُوليّة إلى ضرورَةِ التّوقُّف. وفي صَلاتِي يَدلُّني إلى ضَرورَةِ أن أتوقَّفَ كما فَعَلَ اللّه بعد كُلِّ يَومٍ من أيّامِ الخَلق ليَرى ما خَلَقَه وليِستَنْتِجَ أنّه حَسنٌ وحَسنٌ جدًا.
وهكذا أستعيدُ شيئًا فشيئًا كُلَّ لقاءٍ، كلّ حدَثٍ تمَّ معي في هذا اليوم. وأتَساءلُ: ما هي الخيْراتُ الّتي حَصَلْتُ عليْها في هذا اليوم ؟ قد تَكونُ كلمَةً، فِعلَ مصالحَة ،إبتسامَة.... ثمَّ أتوقَّفُ لأسبّحَ الرّبّ وأشُكرُه عَلَيها. المهم ألاّ انتَقلَ إلى إصْبَعٍ آخَر إلاّ إذا تَمكَّنْتُ من القَول: «ورأى اللّه أنّ ذَلكَ حَسن».

السُّبابَة  :  (L’index)

إنّه الإصْبَعُ الّذي نَدُلُّ بِواسِطَتِه علَى شَيءٍ ما أو على شخْصٍ ما. وهُوَ يُذكِّرني بإصْبَعِ يوحنّا المعمدان الّذي دلَّ بواسطتِهِ على يَسوع قائلاً: «هذا هو حملُ اللّه الحامِلُ خَطايا العالَم».

وهنا التَفِتُ إلى المُخلِّص لأطلُبَ منهُ أن يعرِفَ خطاياي وأن يُسامِحَني عَليْها. فأنا عِنْدَما استَعَدْتُ شريطَ الخيرات ، ظَهَرَت أمامي أيْضاً الأمورَ السيِّئَة الّتي قُمْتُ بها: أنانيّة، تَعصُّب، بُغض، تَقَوْقُع...

الإصبَع الأوسط : Le majeur

أنتَقِلُ إلى الإصْبَع الأوْسَط، أي الأَكْبَر، ماذا يَعنِي ذَلِكَ ؟

يَعني أن أخْتارَ من بَينِ كُلِّ الصِّراعات الّتي خُضْتُها من أجلِ ألاّ أبْتعِدَ عن يَسوع، صِراعًا واحِدًا يَكونُ الأكْبَر. فأستعيدُ سريعًا شريطَ يومي وأُفكِّر بكيفيّةِ عَيشِي لهذا الصِّراع: هل قاوَمْتُ جيّدًا؟ هل استَسْلَمت للعَدو؟ من المُهمّ ألاّ أمُجِّد نفسي أوأحكُمَ عليها (1 يوحنا 3/20)، بل أن آخُذَ العِبَر وأُكمِلَ صلاتي.

البِنْصـِر     :  (L’annulaire)

هو الإصبَعُ الذي يَحمِلُ الخاتم. إنّ استعادَةَ أحداثِ يَومي ووضْعَ الأصبـــع على أهمّ صِراع مرَّ فيه، يَقودُني إلى طلَب الغُفرانِ من اللّه. وفي المَرْحَلة الرّابِعة من صـــلاتِي، يَنْبَغي ألاّ أتساءَل إذا ما كُنْتُ سأحصُلُ على الغُفْران أم لا، لأنّه مُعطًى لي بِاسْتِمْــــرارٍ ودونَ تَوقُّف.

وهُو الّذي يُقوّيْني، يَعْجُنُني من جَديد ويُجدِّد عَهدي مـَع اللّه.     وفي الخِتامِ أقومُ بفِعْل إيمانٍ يُعبِّرُ عن هذا الغُفران.

الخِنْصـِر     (L’auriculaire)

إنّه الإصبع الأصْغَر، وبواسِطتِه نَصِلُ إلى المَرْحَلة الخِتاميَّة من الصّلاة. وفيها أتَعَهَّدُ أمامَ نفسي، بفضْلِ نِعمَةِ اللّه الّتي لا تُخيّبُ أملي أبدًا، أن أُصحِّحَ أخطائي، وأُغيِّر وِجْهَة َ سَيْرِي. وبَدلاً من أن أعمَلَ لصالحي الخاصّ كما عَمِلْتُ اليومَ في أكثرَ من موقِفٍ ، أتَعهّدُ بأن أعمَلَ مع اللّه، من أجْلِ اللّه ومن أجْلِ أن أُساعِدَهُ في صِراعِهِ ضِدَّ الأشْرَار.َ

 

إنّها صَلاةٌ مُتواضِعَة، ينبَغي ألاّ تَتَضَمَّنَ وُعودًا واهِيَة. والمُهمّ أن أتَحدَّث إلى نَفْسي، أن أثِقَ بها كما وَثِقَ بها اللّه من أجْلِ أن أُكمِلَ المسيرَة بتجَدُّدٍ وزَخم.

أختُم صلاتي بالأبانا الّتي تُوحِّدُني مع الكنيسَة جَمْعاء.


Attachment