تُقدِّمُ "كاتا" إقتراحاً لعيشِ رِحلة في زَمنِ المَجيء مع الأولادِ مُقسَّمة إلى 3 مَراحِل. يُمكِنُ عَيش "مرَحلة واحدة" في كُلِّ أُسبوعٍ كما يُمكِنُ عَيشُها جَميعها دُفعَةً واحِدةً في رِياضةٍ روحيَّة.

 

المرحلة الأُولى :  الإنطِلاق في الطَّريق

الهدف
أن يَكتشِفَ الأولادُ ما دَعا إليهِ يوحنّا المَعمدان ويُصغونَ إلى قِصَّتهِ ويُعبِّرون عن انتِظاراتِهم ويَضَعونَها في مِحفَظةٍ خاصَّةٍ يَصنَعونَها بأنفُسهم.

تحقيق المحفظة

يُعطي المُعلِّمُ الأولادَ المَواد اللاِّزِمة لِتَحقيقِ المِحفَظَة:

يَرسمُ كُلُّ وَلدٍ على مُغلَّفهِ طَريقاً ثُمَّ يُزَيِّنهُ بِطريقتِهِ ويَكتُبُ اسمَهُ عَليه.

على الجِّهةِ الخَلفيَّة للمُغلَّفِ يُلصقُ طَرفيّ الشَّريط داخِل لِسان المُغلَّف مُشَكِّلاً حِزاماً للكَتِف.

يَكتبُ على بِطاقاتِهِ ما »يَنتظِرُه« في زَمنِ المَجيء ويَضعُ بِطاقاته في مِحفَظتِه.

 

هيّئوا طَريقَ الرّبّ قصّة يوحنّا المَعمدان

إليكُم فيما يلي إطاراً يَستعيدُ بأمانَةٍ نَصّ لوقا الإنجيليّ، مُكمَّلاً في قِسمهِ الأخير بإنجيلي مَتّى ومُرقس. تُقسمُ قِصَّة يوحنّا المَعمدان إلى خَمسةِ مَشاهِد، نُرفقُ كُلّ مَشهَد منها بِمَراجِعَ كِتابيَّة يُمكِنُكم الإستِشهادَ بها حَرفيّاً، إضافةً إلى بَعضِ الأفكارِ لِعناصرَ يُمكنُ شَخصنتها.

 

نصيحة: لا يَجبُ أن يتجاوَزَ الإخبار العَشر دَقائق.

 

مُقدّمة: لقَد سَمعتم حَتماً بيوحنّا المَعمدان. سنُحاولُ أن نرويَ لكُم قِصّته، من خلال الأناجيل.

 

لوقا 1/5-7: إنَّ زكَّريا وأليصابات، والدَيّ يوحنّا المعمدان، كانا طاعنَين في السِّنّ وقد فَقدا الأملَ بإنجابِ وَلَد. كانَ ذلك في اليَهوديّة، في أيّامِ هيرودوس.

 

في الهَيكل: لوقا 1/8-25: زكّريا رَجلٌ من عَشيرةِ لاوي، أي من عَشيرةِ الكَهنة الّذين يَخدُمونَ في هَيكلِ أورشليم. ذاتَ يوم، عندَ دُخولهِ إلى المقدسِ لرَفعِ الصَّلاة إلى اللّه باسمِ الشَّعب كُلّه، تَراءى لهُ مَلاكٌ مُرسلٌ من اللّه، إسمهُ جبرائيل. إنَّ "رسالة" هذا المَلاكُ هي الإبلاغ عن مَجيءِ يسوع الّذي طالَ انتِظارهُ لدى الشَّعب اليَهوديّ. لقد أتى هذا المَلاكُ يُبشِّرُ زكّريا بأنَّ امرأتهُ أليصابات ستَلدُ ابناً. "ستُسمّيهِ يوحنّا وستَكونُ في فَرحٍ وغِبطة" يوحنّا أو "يوحنّان" بالعِبريّة، يَعني الرّبّ تَحنَّن. بدا هذا الأمر صعب القُبول على زكّريا لأنّه، مع امرأته، مُتقدِّمان في العُمر. غَير أنَّ جبرائيل قالَ لهُ مُؤكِّداً أنَّ رسالةَ ابنهِ ستكونُ كَبيرَة، فهوَ سيَكونُ نَبيّاً. ظَلَّ زَكّريّا في حالَةِ دَهشة كَبيرة وكانَ يطرحُ أسئِلةً كَثيرة. حاوَلَ المَلاكُ أن يُشجِّعهُ "أنا جبرائيل، الواقِفُ في حَضرةِ اللّه، قد أُرسلتُ لأُحدِّثكَ وأعلنَ لكَ هذهِ البُشرى". وبما أنَّ ايمان زكريا ببشارة الملاك كان ناقصًا، قالَ لهُ ملاكُ الرّبّ بأنَّ عليهِ أن يَنتظِرَ مَولدَ ابنهِ بِصمت، مَعقودَ اللِّسان. أثارَ بَقاء زكّريا في المَقدس لِوقتٍ طَويلٍ خَوف وقَلق النّاس الّذين يَنتَظِرونهُ خارِجاً. عندما خَرجَ كانَ عاجِزاً عن الكَلام. فَهمتْ الجَّماعةُ عندَ خُروجهِ بأنَّهُ رأى رُؤيا، خاصَّةً أنَّهُ كانَ داخلَ قدس الأقداس، هذا المَكان المُقدَّس بامتِياز.

 

لوقا 1/57-79: بعدَ وِلادة يوحنّا بِثمانيّةِ أيّام أُقيمتْ مَراسمَ الخِتان كَعادة اليَهود. إجتمعَ الجّيران والأقاربُ في الهَيكل، حَول الزَّوجَين والطَّفل. كانَ زكّريا ما يَزالُ صامِتاً بعدَ أن بشّرهُ المَلاك بأنَّهُ سيُرزقُ بوَلد. أمام بُكم الأبّ، سألَ الجَّميعُ أمّ الصَّبيّ عن الإسمِ الّذي سَيُعطى للطِّفل. كانتْ العادةُ تَقضي بأن يُطلقَ على الصَّبيِّ إسم أبيه، لكن أليصابات قالت: "لا، بل يُسمّى يوحنّا، إن نُطقَ أليصابات بهذا الإسم، دونَ استِشارةِ زَوجها، دَلالَةً واضِحةً على تَدَخُّلِ اللّه". عِندما تَوجّهتْ الجَّماعةُ نحو زكّريا لِمعرفةِ رأيه، بإعطائهِ الإسم الّذي أوحى بهِ اللّه، طلب لوحاً كتب عليه:"اسمه يوحنّا". وللوقت انحلّت عقدة لسانه وتكلّم. بإعطائه الاسم الّذي أوحى به الله برهن زكريّا بأنّه مؤمن بالرّسالة الّتي بشّره بها جبرائيل، عندها راحَ يسبّح اللّه مُتَهلِّلاً. إنَّ نَشيدهُ هو نَشيدُ تَسبيح يَتبعهُ مَزمور نَبويّ، يُظهرُ الدَّور الحاسِم الّذي سيوكِلهُ اللّه ليوحنّا.  "وأنتَ أيّها الطِّفل ستُدعى نَبيّ العلي لأنَّكَ تَسيرُ أمامَ الرّبّ لتعدَّ طرقه وتعلّم شَعبهُ الخَلاص، بِغُفرانِ خَطاياهم".

 

في البريَّة لوقا 1/80، 3/2-6: عِندما بلغَ سنّ الرّشد، تركَ يوحنّا بيتَ أبيه وانطلقَ للقِيامِ بالرِّسالةِ الّتي أعلَنها مَلاكُ الرّبّ، جبرائيل، لأبيه. ذهبَ نحوَ نهرِ الأردن، هذا المكان المُهمّ بالنِّسبةِ للشّعبِ الإسرائيليّ لأنَّهُ مَكان العُبور بينَ الصَّحراء وأرض الميعاد، فقدَ عبَروا فيهِ عندما تمَّ تَحريرهم من العُبوديّة. استقرَّ يوحنّا في الصَّحراء، حَيثُ كانَ يُصلّي للّه ويَعيشُ عيشةً بَسيطة، وفي الأردُن حيثُ كانَ يأتي إليه النّاس طالِبينَ نَصائِحه بِخُصوصِ عَيشِ الأمانَة نَحوَ اللّه.

 

على ضِفافِ الأردن لوقا 3/7-18، 21-22: كانَ النّاسُ الّذين يُودّون تَغييرَ سيرَتهم ويرغَبونَ باتباعِ اللّه يأتونَ طالبين نَصائح يوحنّا المَعمدان، سائلينَ إيّاه أن يُعمِّدهم في نهرِ الأُردن. لهذا السَّبب لُقبَ "بيوحنّا المعمدان". لقد كانَ يُشجِّعُ بِكَلامهِ كُلاًّ حَسب وَضعهِ الخاصّ ويَدعوهُ إلى تَغييرِ حَياتهِ وإيجاد طَريق اللّه. "وكانَ صَوتُ المَعمدان يُنادي أحياناً في صَحراءِ القُلوبِ وعَبر جفاف وفُتور أولئِكَ الّذين لا يَنتَظِرون الكَثير".

 

متى 3/13-17: ذاتَ يوم، تَقدَّم يسوع، وهوَ قريب يوحنّا، نحوَ المَعمدان لينَالَ العِماد. شَعرَ يوحنّا بأنَّ يسوع هو المُخلِّص الّذي يَنتظرهُ العالم بأسره. فقَد سبقَ لهُ وقالَ للجُّموع: "أمّا الّذي يأتي بَعدي فهوَ أقوى مِنّي". لهذا السَّبب يشعرُ يوحنّا المَعمدان بأنَّهُ غير أهلٍ لأن يُعمِّد يسوع، لذا قال له: "أنا أحتاجُ إلى الإعتمادِ عن يدِك وأنتَ تأتي إليّ؟" ولكن يسوع أجابه: "دَعني الآن وما أريد". فهذا مُطابقٌ لإرادةِ الآب. عندها عمّدهُ يوحنّا، فسمعَ صَوتاً من السَّماءِ يقول: "وهذا هو إبني الحَبيب الّذي عنهُ رَضيت". بهذا أكَّدَ اللّه عَلَناً ما قالَهُ يسوع. ومع أنَّ يوحنّا لم يَفهمْ جيِّداً كُلّ شيء، إلاَّ أنَّهُ نَصحَ الجُّموع بإتباعِ يسوع الّذي أرسلهُ اللّه ليُخلِّصَ البَشر من الخَطيئة. بما أنَّ يسوع قد أتى فعَلى المَعمدان أن يترُكَ لهُ المَكان.

 

في السِّجن لوقا 3/19-20، مرقس 6/17-20، متى 11/2-15: ظَلَّ يوحنّا المعمدان يكرز ويَدعو إلى إتباعِ يسوع ولم يَخفْ من أن يَنتقدَ الملك هيرودوس على تَصرُّفهِ السّيّء، فوضعهُ هذا الأخير في السِّجن. كانَ تَلاميذُ يوحنّا يتردّدونَ باستِمرارٍ لرُؤيتهِ في سِجنهِ ويُخبِرونهُ بما يَقول يسوع ويَفعل. فكانَ يَستغربُ بِشِّدّة مَوقف يسوع، فقد كانَ يأملُ منهُ أن يُطاردَ  كُلّ الّذين لا يعيشون الامانة تجاه الله. غيرَ أنّ يسوع لا يحكم على الأفعال، هو يغفر، يَشفي المَرضى، فبهذا تَخطَّتْ رِسالتَهُ رِسالة المَعمدان. عندما كانَ يسوع يُسألُ عمّا إذا كانَ هوَ حَقّاً المَسيح المُنتَظَر من الشَّعب، كانَ يُجيبُ نعم، مُؤكِّداً ما أعلنَهُ يوحنّا المَعمدان "أنا أُعمِّدكم بالماء، ولكن يأتي بَعدي مَن هو أقوى مِنّي". المَسيحُ هو الّذي يَرفع، يَشفي.

 

إستِشهاد يوحنّا المَعمدان مرقس 6/21-29: سُجنَ يوحنّا المَعمدان لأنَّهُ أتّهمَ هيرودوس باتِّخاذِ هيروديّا، زَوجة أخيه، زَوجةً له. شَعرَتْ هيروديّا بالإنزِعاجِ من النَّبيِّ السّابقِ وسعتْ إلى قَتلِه. ذاتَ يوم أقامَ هيرودوس مأدُبةً في القَصرِ وراحَتْ إبنة هيروديّا تَرقصُ ببَراعةٍ فأعجَبتْ الحاضِرين. سُحرَ هيرودوس برَقصِها وقالَ لها "أُطلُبي مِنّي ما شِئتِ أعطِك". عندها استَشارَتْ أمّها وحسب أمرها طَلبَتْ رأسَ يوحنّا المَعمدان مُقدَّماً على طَبق. هكذا ماتَ المَعمدان شَهيداً فكانَ مَصيرهُ كالمَصيرِ الّذي يَنتظرُ يسوع. بالنِّسبةِ لمرقس الإنجيليّ إنَّ حدث استِشهاد المَعمدان قد أنذر بآلامِ المَسيح.

 

كانَ يوحنّا المَعمدان باحِثاً عن اللّه طَوالَ حَياته. فهل باستِطاعتِنا، على مِثالِه، أن نَمشيَ بِثقةٍ على دُروبٍ لا نَعرِفها؟

Attachment
cata-121-p-6.pdf (0 bytes)