حديث اعطته الاخت وردة في دير الاباء الكرملين – الحازميه ...

وتمحور حول أنه "لا تربية جوهرية للايمان دون نهضةٍ مميَّزة لتربية انسانيَّةِ المرأة.

فتربية المرأة ومعاملتَها في أيامنا لا تكفي كي تعطيها ما حُرمت منه على مدى أجيال وأجيال كي تُصبِح قيمةً بِحَدِّ ذاتها؛ كي تصبح رمزًا للكنيسة ومرشدة ولكن نحنُ بحاجة ماسّة إلى تربية فائقة تؤهلها للقيام بدورها وتكون مُرشِدَة واعية للشّباب."

دور المرأة كمُرشدة للشبيبة الى الكنيسة

لا تربية جوهرية للايمان دون نهضةٍ مميَّزة لتربية انسانيَّةِ المرأة

عصرِنا عصرُ العَولمة والانفتاح والتَّقدُم ولنا رجاءٌ جديد وآمال عديدة. في عالم أصبحَ قريةً صغيرة نتجوَّلُ فيها كما نشاء.

تواصلنا مع العالم فوريّ وآني. فالحداثة دخَلَتْ في صميمِ حياة الانسان دونَ استئذان منه والمرأةُ الّتي هي نِصفُ البشرية أنجبت كل البشريّة وهي تواكِبُ كُلَّ ذلك حاملةً في كيانِها تَّناقضات وصّراعات ساعيةً الى رفعِ صوتها كي تنالَ حقوقَها الانسانيّة وتربيةً تجعلُها على مستوى مسؤوليتِها ورسالتِها.

ولكنّ المرأة الشّرقية تعيشُ في مُجتمع "ذَكوري" حيثُ لا تزال السلطة والقدرة والقرار في قبضة الرجل؛ وهي تبقى المنفذّة الملتزمة بأبيها أو زوجَها أو أخيها أو عائلتها. تعيش في جوّ ثقافة الخوف؛ وتعيشُ العنف بكل أشكالِهِ أكان كلاميًّا أو فعليًّا، في جوّ انفعالي وردّات فعل لا ترتكز على المنطق. وتعيشُ مسلوبةَ الحرية لا قرار بيدها ولا أعمال تديرها بنفسها.

فكيف يُمكِنُ للمرأة أن تعيش في هذا الواقع وتكون فيه فاعلة دون الاعتراف بكامل بكرامتها، وهل تستطيع أن تلبّي مهنتها ومسؤولياتها ورسالَتها من ارشاد الشباب الى الكنيسة إذا عاشت دون كرامة  ودون حرّية؟

I- مكانةُ المرأة في الكنيسة بحسب "إديت شتاين"

1- دعوتُها

  1. أن تُجسِّد جوهرَ الكنيسة، حيثُ توجَدُ وديعةُ الإيمان وتكونُ رمزًا لها وتنقُلُها عبرَ العصور المُتتالية.
  • والكنيسةُ ليست جماعة فقط بل جسدُ المسيح السرّي الّذي يُحييه روحُ المسيح.
  • الكنيسةُ هي البشريّة المُخلّصة المولودة من المسيح.

أن تكونَ عضوًا أساسيًّا لأُمومة الكنيسة من خلال أمومتها الجسديّة وإيقاظ حياة النِّعمة لدى الأولاد وتنميتها.

  1. أن تكون رمزًا للكنيسة من حيثُ أنَّها المُساعِدة للرّجُل ويعملان معًا كَجَوهر واحد.

3- أن تتخذ مريم كمثالها الاسمى

ومريم ام الله حظيت بالأُمومة الطبيعيّة وهي بذلك فخرٌ كل الأُمهات و مثالها, والأُمومة الفائقة الطبيعة.التي ليسَت رهن الأُولى. ومِنَ المُهم جدًا أن تَجِد الفتيات مِثالاً حيًّا للأُمومة العفيفة.

مريم هي رمزُ الكنيسة والنّموذج الحيُّ لها: لأنها تكوَّن كُلُّ الجسد السّرِّي وحتّى الرأس. فهي "قلبُ الكنيسة"، وترتبط ارتباطًا حقيقيًّا مع سائر أعضاء الكنيسة. لقد ولدتنا مريم للحياة بحسب النِّعمة، بوهبها ذاتها للأمومة الإلهيّة.

2- رسالتُـها

- رسالة المرأة هي أن تُرشد الشّباب إلى الكنيسة. وجميعُ المشاركين في الخلاص هم أبناء الكنيسة بدونِ أيّ فرقٍ بين رجُلٍ وامرأة.

وأُولى مهام المرأة تكمُن في أن تُكمِِّل معموديّة أطفالها كخُطوة أساسيّة تقودهمَ نحوَ البنُّوة للّه. والنِّعمة تبقى بالانسان المولود بالمعموديّة مثل شرارة صغيرة تحتاجُ إلى الحماية والتّغذية.ومُهمّة الأم تكمُنُ في تغذيتها وحمايتها خاصّةً خلال السّنوات الأُولى. ومن هنا أهمية التربية في السنين الاولى وأهميّة حضور الام مع أولادها أو حضور مربية مؤمنة.

II- ولذلك فإنَّنا نقدّم بكلمات اديت شتاين واجِبات الأُم المُؤمِنة، فعليها أن:

-  تُوفِّر للطفل جوًّا نقيًّا نظيفًا يعيشُ فيه وأن تُبقيه على مسافة من كُلّ ما لا تراه بالضّرورة جديرًا بثقتها.

-  تغذي فيه الشعلة التي تبدأ قبل يقظة الإدراك لدى الطفل من خلال صلاتها التي تُسلّم ولدها إلى حماية أم اللّه. وعندما يصيرُ عقلُه جاهزًا، وَجَِبَ شقُّ الطريق نحوَ الأسرار، ينابيع النِّعَم ومصدر تغذية حياة النّعمة.

-  تُؤمِّن له المَدخل إلى الحياة الإيمانيّة من خلال تربيّة مليئة بروحِ الأُمومة الحقَّة والطّهارة والإيمان.

لأنَّ هدف الام يبقى خلقَ صِلةٍ مُباشرة وقويّة بعالم الإيمان، تصمُدُ في وجه التأثيرات الخَطِرة الآتية من الصّوب الآخر.

-  أن تروي له في السّنوات الأولى: روايات الكتاب المُقدّس بأُسلوب حيّ. ومنها ممارسة العادات الدينية واتباع السنة الطقسية وزيارة الكنائس مع الصلوات الليتورجيّة والتراتيل التي تعبّد الطريق لنمط حياة محبّب وقيّم.

وتُرشِده نحوَ الأسرار في أبكر المراحل المُمكِنة لمُمارستها بانتظام. وأفضل ما في ذلك المناولة اليوميّة وتحضير النفس لفهم الاسرار بمعناها الحقيقي واقتبالها اقتبالا مثمرا.

-  أن تُؤهِّل الفتاة في زمن النُّضوج إلى مكانة المرأة المُميّزة في قلب الكنيسة.فتبني التنشئة الدينيّة على توجيهات عقائديّة واضحة وأساسيّة.

III-  تنشئـة المرأة الدّينيّة

التّنشئة الدّينيّة تُمهِّد للحياة بَحَسَب الإيمان، والإيمان هو إدراك ذهنيّ وإراديّ في آن للحقيقة الإلهيّة، والإيمان اذا اكتمل وتبلور، هو أعمق عمل شخصي تتفاعلُ فيه جميعُ القوى.

ولا بدّ لنا أن نذكر ونضيف بأن هذه التّنشئة الدّينيّة تفتَرِضُ تنشئة إنسانيّة، تُحرِّر المرأة من ذاتها ومن جهلها وتقضي على التّمييز ضدّها، وتَجعلُ منها الإنسان الواعي لصورته وأحاسيسه وعواطفه، وهو قيمة بحدّ ذاته فلا تعود تقبل بأن تكونَ وسيلةً لا للمال ولا للجاه ولا للّذّة، بل تقومُ بأعمالٍ تُكمِّل إنسانيّتها وشخصيّتها وتُساعِدها كي تتشبَّه بمريم العذراء كي تكونَ أمًّا للنّشئ على مثال مريم أمّا للمسيح.

رأت أديت شتاين أنّ فعل الإيمان الذي يشملُ الشّخص بكليته وكل قُواه يُناسِب الفتيات لأنهن يملن بحسب طبيعتهنّ الى فهم الشخص ككل بعملية واحدة واندفاعُ المرأة هو كلّي.وارشاد الفتيات الى الحياة بحسب الايمان أسهل من ارشاد الفتيان.

»  والأسرار إذا نَفَذَت إلى القُلوب وتشبَّعت منها النُّفوس، تقولب الحياة كُلّها وتجعلها تطلب المزيد من التعرّف والتعمق.

»  والصّلاة الليتورجية لا تكون فعّالة إلاّ إذا عَبَّرَت عن حياة ليتورجيّة يعني أن تصبح الحياةُ نفسُها ليتورجية.

»  وترى بذلك أن النّساء هُنّ الأكثر أهليّة لتأمين تعليم ديني حيّ وبنّاء يؤثر على حياة الفتيات.

» ومُرشدة الشّباب عليها أن تتحلَّى بالموضوعيّة والحُريّة على ضوء الإيمان كي تتمكَّن مِنَ الفوز بثقة الفتيات الكاملة كي تطرَح الأسئلة الشخصيّة الحميمة السّاخنة.من هنا أهميّة التربية وأهميّة مريم العذراء وامومتها.

فالتّربية تَتِمُّ بوضعِ أساسٍ متين يومًا بعدَ يوم، ومُتابَعة البناء، وسنة بعدَ سنة كي نبلُغ أسمى الأهداف وأعلاها وهذا نراه منوط بالام. فالعَمَلُ باسم الكنيسة مع الشّابات هو الرّسالة الكُبرى الواجب انجازها كي نصل إلى شعبٍ سليم مُؤمِن بالمسيح.

IV- كيف تُرشد المرأةُ الشبيبة كي تكونَ شعبًا سليمًا مُؤمنًا بالمسيح ؟

1- أن تَعرفَ أنّ الكنيسة أعطَتها مكانةً فريدة.

والملفت هنا أنَّ اديت شتاين كأنَّها هيأت ما سيأتي على لسان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي تحدّث عن كرامة النّساء،  فقال: ""تستحقُّ النّساء عناية خاصّة تكفلُ لهُنّ مُراعاة حقوقهنّ في مُختلف قطاعات الحياة الاجتماعيّة والوطنيّة. ذلك أنّ الكنيسة، في عقيدتها الانتربولوجيّة وتعليمها، تُؤكّد المُساواة في الحقوق بين الرّجل والمرأة، وهي مُساواة أساسها أنّ كُلَّ كائن بشريّ مخلوق على صورة اللّه".

وهي الان تمكننا من القول  بأنّ الكنيسة تفخر، بأنّها عظَّمَت المرأة وحَرَّرَتها وأبرَزَت بوضوح، عبرَ القرون، وفي مُختلف المجالات، مُساواتها بالرُّجل.ومنذُ عهد المسيح وسرّ التجسُّد، وَجَدَ دورُ المرأة تعبيرَه الرّائع في العذراء مريم التي نوَّهَت التقاليدُ الشرقيّةُ مرارًا بمكانتها الفريدة، وذلك بأنَّها "هي الّتي بها أُعطيَتْ شجرةُ الخلود".

فنَحنُ بكُلّ حقّ، ندعو القدّيسة مريم والدةُ الإله، لأنَّ هذا الاسم يحملُ سرّ الخلاص كلّه.

إنّ طاقة المرأة المعنويّة والرُّوحيّة تتصلُ بشعورها بأنّ اللّه قد أَوكَلَ إليها بصفة نوعيّة، أمر الإنسان، الكائن البشريّ , وعليها أن تقوم بهذه المسؤولية مهما عاكسها المجتمع.

صحيح أنّ اللّه يكِل أمرَ كُلّ الإنسان إلى جميع النّاس، وإلى كُلّ فرد منهم. إلاّ أنّ هذا يعني المرأة بِصِفة نوعيّة – بالتّحديد بسبَب أنوثتها- وهذا يُحدِّد دعوتها للإرشاد والمُساعدة.

2- أن تستعين بامومتها وشخصيتها لإرشاد النشئ الطالع

للمرأة حِسٌّ مُرهَف، وبِمقدُورها أن تُظهِر "عبقَريّتها" في مُختلف ظروف الحياة البشريّة. ولها خصوصيتها كما تقول اديت شتاين.ولكن لا بُدّ للاعتراف بأنَّ ما تُعانيهِ من هَضم حقوقها في مناطِق كثيرة مِنَ العالم، يستَحِثُّ ضمائِر الشُّعوب الحُرّة والمُؤمنين، ويستحثنا أيضا أن نتكلّم عن أوضاع لا تزالُ تسجن الكنيسة مهامها  في ما نسميه المجتمع الاكليريكي الذي يحصرُ عمل الكنيسة في الكهنة ، ومقامَ المرأة في المُجتَمَع والمُؤسّسات الكاثوليكيّة المحليّة ليسَ في الغالب على قدر التزاماتها وجُهُودهُا.

فالشبيبة التي تُعنى بها  وكُلُّ هؤلاء الّذينَ أعطاها إيّاهُم الرّب في جميع الأقطار، ليسَ بينهم عبدٌ ولا حُرٌّ، ذكَرٌ أو أُنثى، يهوديّ أو يوناني كما يقول لنا القدّيس بولس.

إرشاد الشبّاب إلى الكنيسة هو عُنواننا.. لأن في قلبِ كُلِّ مخلوق فُسحَةٌ للمسيح وإنشادٌ صوبه يَعيها منذُ الطفولة، فإذا رافقته أمُّه وتعلَّم المكاشَفة بينه وبين ربّه خلُص، وإلاّ فغيابٌ وحرقةٌ وضياعٌ وإهمالٌ لما هو مدعوٌّ إليه مِنَ البَطن.

إنّ كان من تعتني به شابًا مُؤمِنًا يعرف المسيح، عليها أن تعرف كيف ترشده كي  يُترجم إيمانه حياة يوميّة. وأنّ تُصلّي معه وتعلّمه كيف يفتَح فاه للتّسبيح ولو عاش في ظروف مستحيلة.

3- ان تكونُ الأُمّ الواعية التي تُوعّي الشّباب

كيف يعـي الشّاب ذاتَه كي لا يكونَ مِحرقةً لأحد، للأنظمة السياسيّة والماليّة والإداريّة والفكريّة ؟

ماذا تفعلُ لتُساعده كي لا يسقُط في جحيمهم، ويُشوى على نارهم، ويُؤكلُ منهم ويُصبحُ رمادًا تُذرى في عالمهم ؟

» نعم، عليها أن تعي أولاً أنَّها تحيا مسيحيّتها في أُطُرهم، ولكنَّها تُبشِّر بالآتي وبالخلاص.تُساعد الشّباب كي يكونوا بينهم ولكن ليسَ فيما هم عليه. قال الربّ: "أنتُم لستُم من هذا العالم".

وقال أيضًا: "يا بُنيّ أعطِني قلبك"، كُلّ شيئ يبدأ بالقلب وبالوثوق أنّنا لسنا من هذا العالم. نحيا فيه عابري سبيل". إنّ الأُم تُربّي أولادها بحنانها كي يكونوا فاعلين في التّعلُّم وفي العطاء وفي الحُبّ. تملأُ عقلهم من كلمته وقلبَهم من نور حُبّه فيتفاعل مع الآخرين.

دورُها أن تعرِف نفسيتَهم جيّدًا وأحلامَهم وطموحاتِهم كي تُرشدَهم إلى الرّبّ وإلى الكنيسة.

تعرّفهم إلى الإله فيحبّونه ويَبنُون حياتهم على ليتورجيّتة في الكنيسة وفي العالم وتذكّرهم دائمًا بما يُحاول ابتلاعهم في جوفه:

w الماديّة في التّفكير والحياة.

w الآليّة في التّعاطي مع الآخرين.

w الرّكض للتّحصيل الخ.

4- أن تساعدهم للدخول في الحياة اللتورجية

عند المرأة القدرة لإعطاء جسد للكلمة اذا كانت مليئة بالروح القدس ، وعندها الجرأة لتغيير الامور بطريقة حضورها المختلفة عن الطريقة التقليديّة وتستطيع أن تدخل النشء في السنة الطقسيّة التي تنمي طقسيّة الحياة اذ تصفِّي مع الاولاد ما التقطوه من محيطهم وتدخلهم بحياة كلها ليتورجيا. نعم بوسعها أن تجعلهم يختبرون " فالقلب كما تقول اديت شتاين الذي جذبه انجيل الميلاد وأسَرَه سحرُ الليلة المقدّسة  وتعرَّف الى مريم والطفل تراه يطلب المزيد من التعمق والتعرّف". وتمهد رواية العشاء السري الى سرّ القربان وقصة الالام والفصح للانفتاح على سرِّ الفداء ومعنى الموت والقيامة".

يُمكِن للمرأة أن تُوجِّه الشبيبة إلى الكنيسة وتجعلُ منها شبيبةً مسيحيّةً تتعاطى مع المسيح وقِيم الإنجيل.

تعلمهم كيف يُصبِحُون ملح الأرض ونور العالم لُطفاء، رُحَماء، مُحبّين لوجهه في مَنْ حولهم، في المنبوذ والفقير والمتروك .تعلّمُهم كيف يقتنون كلمة الإنجيل ويعيشونها في جماعة صغيرة تَتَّسِع كلّما افتَرَشوا المسيح ومائدته جِسرًا يَعبرون عليه أيّامهم.

لقد سُرِرْت بقراءة كتاب المراة لأن اديت شتاين جعلتني اثبت ما اراه  وجعلتني أقول ما قدمته بثقة لأنها أثّرت بعملي أيضا وحرَّكَت فيَّ هذه الاقوال والمشاعر وأضاءت على مجالات ثلاثة:

  1. تربية خصوصية المرأة لأن حياة الجسد كلها علاقة خاصة وعلاقة النفس بالجسد وداخل النفس "وعلاقة الفكر بالاحساس، وكذلك علاقة القدرات الذهنية ببعضها . فالخصوصيّة الانثوية وحدة وانفتاح على مجمل الشخصية الجسدية- النفسية ، وتالق متناغم للقوى والطاقات ، بينما الخصوصية الذكورية مضاعفة للقدرات والطاقات المنفردة في سبيل الانجازات السامية "
  2. عندما تتكلم عن الشبيبة تتكلم في أغلَب الأحيان عن الفتيات، نظرًا للبيئة التي كانت تعيش فيها، وأن كرامة المرأة أن تربى كامرأة .مع اظهار الطابع الخاص وتنميته، لأن الماهية تتجلّى بطريقة ثنائية.
  3. وهُنا أتساءَل، هل التّربية المُختلطة كما هي في مدارسنا اليوم، تأخذ بعين الاعتبار كل الخصوصيات وتفي بالغرض اديت تدعونا للتفكير بهذا المجال.

وبالنّهاية كي نساعد المرأة كي تقوم بدورها المميز و تكون مُرشدة للشّباب إلى الكنيسة علينا أن:

w نعرف أنّ لا فصل بين قضيّة المرأة عن قضيّة حُريّة الإنسان.

 w لا نُسمِعها دائمًا هذه الكلمات: لا يَحِقُّ لك أن تتكلّمي بأي مجال كان حتّى ولو كُنتِ واعية لكرامتك ومكانتك ورسالتك.

w أن لا نلجأ إلى المرأة كوسيلة.

w أن نصون كرامتها وشخصيّتها بكلِّ ما لدينا من وسائل.

w أن نُحيطها بتربية مُميّزة تجعلها تستَغِلّ كُلّ إمكانيّاتها وشخصيّتها لتحسين النّشئ وإرشاده.

إن تربية المرأة ومعاملتَها في أيامنا لا تكفي كي تعطيها ما حُرمت منه على مدى أجيال وأجيال كي تُصبِح قيمةً بِحَدِّ ذاتها وتعمل  بهذا المقام الرفيع  ؛ كي تصبح رمزًا للكنيسة ومرشدة ولكن نحنُ بحاجة ماسّة إلى تربية فائقة بانوثتها تؤهلها للقيام بدورها وتكون مُرشِدَة واعية للشّباب.

عسَاك يا اديت شتاين تكونين شفيعة لها وعسى ما يقوم به الآباء الكرمليون في هذه الندوة وما تمَّ عبر النشاطات المتعدّدة أن يكون مُثمِرًا ونحصلُ بشفاعتك على تربية تؤهل المرأة للرسالة السامية والدور الرائع الذي رَسَمْتيه لها.

لقد ذَكَرَت "اديت" أنّ المرأة هي رمز للكنيسة وهذا أمرٌ مُهمٌّ جدًا لما تُعطيها من إمكانيّات عمل ومِن مسؤوليّة.

والكنيسة تلدنا إلى حياة الإيمان وتُنمّي هذا الإيمان فينا، وتُقدّم لنا الأسرار، وتجعلُنا نتناول يوميًا جسدَ الربّ كي يتحوّل فينا ويُصبح ذاتنا.

أعطَت المرأة بذلك أهميّة الولادة التي تعود إلى أنوثتها وأهميّة الأُمومة في تربية النّشئ.

أضاءَت على أهميّة تربية الفتاة تربية خاصّة تُنمّي أنوثتها وخصوصيتها كي تكون واقفة جنب الرّجل ومعه ولكن لاكمال رسالتها الخاصة والمُميّزة ومفادُها، أنّ المرأة تقتدي بالكمال الإلهيّ من خلال تَفَتُّق مُتناغم لجميع القِوى والطّاقات.

والمرأة تظلُّ على ارتباط جسدي ونفسي بالأولاد أوثَق وأقوى من ارتباط الرّجُل بهم، وهي ترتبط بالتّالي أكثر منه بكامل قولبة حياتهم وتشكُّلها.

وخصوصيّة الأُم تتلخّص بأنَّ مكامِن قوّتها في إدراكها الحدسي للملموس وكُلّ ذي حياة، خاصةً فيما يتعلّق بالأشخاص.

والعاطفة هي القُوّة القادرة على إدراك الكيان المحسوس.

لِكُلّ فرد مكانه ورسالته في سياق تطوُّر البشريّة الكبير.

وشكرا.