دَخَل َالجارُ يَومَ الأَحَدِ إلى بَيتِ جارِهِ الأَرمَلِ وَالمُقعَدِ لِيَزورَه... فَوَجَدَهُ بِمُفرَدِهِ قابِعًا قُربَ الشُّبّاكِ، يَتَأَمّلُ السَّماءَ بِحُزنٍ. فَسَأَلَهُلِمَ تَقضي الأَحَدَ بِمُفرَدِكَ؟ أَينَ إِبنُكَ؟» فَأَجابَهُ الأَرمَلُ: «إِبْني باتَ يَسكُنُ لِوَحدِهِ في الطّابِقِ العُلوِيِّ وَيُمضِي كُلَّ أَوقاتِهِ على جِهازِ الكومبيوتر أَو على هَاتِفِهِ يُحادِثُ أَصحابَهُ. بِتُّ لا أَراهُ تَقريبًا

            عِندَها سَأَلَهُ جارُهُ بِتَعَجُّبٍ: «كَيفَ ذَلِكَ؟ وَماذا إِذا أَرَدْتَ مِنهُ شَيئًا لا سِيّما أَنَّكَ مَريضٌ؟»

            أَجابَ الأَرمَلُ: «بِكُلِّ بَساطَةٍ، أَسحَبُ شَريطَ الواي فاي مِنَ القَابِس، وَعِندَما يَنقَطِعُ الإِرسالُ وَيُهَروِلُ لإِصلاحِهِ، أَقولُ لَهُ إِنّي تَعَثَّرتُ بِالشَّريط. وَهَكَذا أَجِدُ فُرصَةً لأُكَلِّمَهُ وَأُطلِعَهُ على بَعضِ حاجاتي!».

            فَابتَسَمَ الجارُ وَسَأَل َالأَرمَل: وَكَم مَرَّةٍ تَتَعَثَّرُ بِالشَّريطِ في اليَوم؟

            فَحَنى المُقعَدُ رَأسَهُ بِخَجَلٍ وَقال: مَرَّةً في السَّاعَة!!!

 

            «كَم مِن مَرَّةٍ نُفَتِّشُ في عالمِ اليومِ عَن صَداقاتٍ إِفتِراضِيّةٍ أَينَما كانَ وكيفما كانَ وَنَنْسَى أَقرَبَ الأَشخاصِ إِلَينا...

            فهلّا تَنبَّهْنا لِكَي لا نَنْسى في مَعمَعَةِ العالمِ الإفتراضيِّ كلَّ مَن نُحبُّ وخاصَةً أهلَنا

 

Attachment
echos-201-p3.pdf (0 bytes)