كان مُعلّم التاريخ يشرَحُ عن الحرب العالمية. فراحَ يصِفُ قساوَة قلبِ "هِتلر" وكيفَ كان يقتلُ كلّ من يعارضه ويجرّ الناس إلى مُعتقلات التّعذيب ويدفنهُم أحياء ، غير آبه بشيوخ ونساء وأطفال...

فتمتم داني: "معو حقّ.. "هتلر" قبضاي ولك ما قصّر!"

سمعُه زميلُه رامي الجالس قربه، فنظر اليه باستغراب شديد وقال له: "ولو يا داني، شو ما عندك قلب؟؟؟"
إنّه سؤال قد يبدو للوهلة الأولى سخيفًا شبيهًا بالأسئلة: عندك إيد؟ عندك طحال؟ عندك كبد؟...
ومن هنا قد تكون الإجابة الأوليّة عنه: أكيد عندي قلب وإلاّ ما كنت عايش.

ولكن لو فكّرنا لبرهة، سنجد أن هذا السؤال لا يُشبه بأيّ شكل من الأشكال الأسئلة الأخرى. لأنّ القلب لا يُشبه الأعضاء الأخرى.

فمع أنّه ملموس، حسّي يعمل وفقًا لتقنيّة علميّة إلاّ أنّه يختصر كلّ الإنسان، لا بل كلّ الحياة بألوانها وأشكالها وطعماتها وطاقاتها وأحجامها وسلوكيّاتها وصفاتها.

وبعد، هل أنت واثق أن لديك قلب؟ أيّ قلب؟ ماذا فيه؟ كيف يعمل؟ متى يدقّ؟ وماذا عن علاقته بالله؟

أسئلة سنجيب عنها وفقًا للحوار الّذي تمّ مباشرةً مع أصدقائنا في مدارس البترون، بكفيا، والدّامور وذلك في اللقاء التقييمي لمجلة "إكو" وكذلك تبعًا لرسائل أصدقائنا في المدارس كافة.