لخبرة مستمرة شهادة متواضعة

أن تقرّر بأنّك ستكون معلّمًا في المستقبل هذا أمر طبيعي، أمّا أن تكون معلّمًا للتعليم المسيحي فذلك أمر آخر، والسبب أنّ في الأمر الثاني دعوة ورسالة. فبين الدّعوة والمهنة يكمن فرق كبير وهذا ما اختبرْتُه شخصيًا في ثانوية القلبين الأقدسين – الحدث.

فعندما انضمَمْتُ إلى ملاكِها كنت قد أنهيت دراساتي العليا في اللغة العربية وآدابها. وفي الوقت عينه كنْتُ ملتزمةً مع الشّبيبة وأعمَلُ مع الفُرسان والطلائع، لِهذا لم يكن اختياري الجديد آتيًا من الفراغ. فالبُذور كانَتْ موجودة بانتظارِ من يزرَعُها وكانت الأُخت سُهيلا ندّاف هي ذاك الزارع؛ ومن يَسقيها لتَنمو فكانَ مركز التربية الدينيّة مع الأُخت وردة مكسور، ثُمّ من يهتَمُّ بالنبتة فكانت الأخت أنطوانيت أندراوس.

وهكذا بدأت المسيرةُ التي رَافقَها الإعداد المُستمرّ والدّراسة من جديد.

وهذا ما أدْخَلَ الفرَحَ إلى حياتي وأكَّدَ لي ما قالَهُ مار بولس: "إنّ الفرحَ في العَطاء أكبرُ منه في الأخذ".

صعوباتي

أمّا الصعوبات التي قد تواجهني فليست مستعصية وهي نسبية، فما أعتبره صعوبة قد لا يكون كذلك لغيري. وما يساعدني على تخطّيها وإنجاح تعليمي فهو بالإضافة إلى الصّلاة الّتي هي أمر طبيعيّ وضروريّ لكلّ إنسان فكيف إذا كان معلّم تعليم مسيحي؟: جملة من الأمور:

  1. التحضير اليومي لكلّ لقاء على دفتر خاص.
  2. الرّغبة الدائمة بالتعلُّم والتجدّد وتطوير الأساليب أي عدم الإكتفاء والرضى بما أنا عليه. والنّقد الذاتي مساءً لكلّ ساعة تعليم وما جرى فيها بعد مراجعة أهمّ الأمور التي أكون قد سجّلتها على دفتر خاص.
  3. المشاركة في الدورات والندوات والتدريبات والمحاضرات التي يقيمها المهتّمون بشأن التعليم المسيحي.
  4. إيجاد الوقت خارج دوام الصّف للإصغاء إلى التّلاميذ وخلق علاقة من الثقة والصدق بالتعامل معهم مما يريح التعامل داخل الصّف.
  5. وجود فريق عمل في الثانوية مؤلف من مرشد ومنسّق ومعلّمي تعليم مسيحي. فالعمل الفريقي مهمّ على صعيد التّنظيم العام وتبادل الخبرات الشخصيّة.

 

ما أتمناه للمستقبل

التوصّل إلى تحفيز الأهل للإهتمام بالتّعليم المسيحي، علّهم يسألون عن أحوال أولادهم ويقلقون بشأنهم كما يقلقون إذا قصّروا في إحدى المواد الأخرى. من هنا أتمنى أن يقام في الرعايا أو المدارس حلقات أو لقاءات تعليم مسيحي خاصة بالأهل مع برنامج إعدادي تثقيفي ديني.

ماري مقدسي